نطل على ابناء وطننا بشكلٍ عام وعلى أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا بشكلٍ خاص، نطل كالعادة من باب التنمية والإنماء، من باب واجب هذا الوطن ومؤسساته تجاه أبنائه ومواطنيه ومن حقهم عليه.
فالتنمية مفتاح الإستقرار ومفتاح الحياة الكريمة وهي مسؤولية جسيمة لا تمارس إلا بتصميم وإيمان وإرادة وعزيمة.
ومفهوم التنمية الحديثة يهدف الى تأمين استقرار المجتمعات وتطويرها من خلال الإهتمام بحاجات المواطنين من بنى تحتية ومرافق عامة تؤمن كافة احتياجاتهم. إضافة الى تنمية قدرات الفرد وكفاءاته وتوجيهه توجيهاً صحيحاً ليصبح فرداً منتجاً في مجتمعه ومحيطه قادراً على المساهمة ولو بجهده من اجل ألا يكون عالة على المجتمع أو من اجل ان يتحول من مستهلك فقط الى منتج في أي مجال من المجالات القادر على الخوض فيها ضمن بيئته ومحيطه.
وإذا كنا في مجلس الجنوب طيلة عشرين عاماً من العمل قد نذرنا أنفسنا لخدمة أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، فإننا نستطيع القول أننا خضنا معركة الإنماء بكل أبعادها على مستوى البنى التحتية كافة من مدارس وشبكات مياه وكهرباء وآبار ومستشفيات ومستوصفات وطرق ومسالخ ومراكز ثقافية ومكتبات وجدران دعم وملاعب رياضية وصالات مقفلة ومراكز زراعية واجتماعية وغيرها مما يدخل ضمن حاجات الناس الأساسية.
إضافة الى الإهتمام بعوائل الشهداء والجرحى والمعتقلين السابقين ضمن ما تسمح به الأنظمة والقوانين، وكذلك إعادة إعمار ما تهدم من منازل وترميم ما تضرر. معتبرين ذلك جزءاً من رسالة آمنّا بها في هذه المؤسسة كإدارة وموظفين ومهندسين وفنيين وعاملين، إنطلاقاً من واجب وطني اتجاه أهلنا في الجنوب الذين يستحقون كل رعاية واهتمام والذين ما زالت الدولة بكل مؤسساتها مقصرة تجاههم لأن لهم عليها حق لم تدركه الدولة حتى اليوم فهم الذين بصمودهم وتضحياتهم الجليلة ومقاومتهم قد حفظوا هذا الوطن بحفظ الجنوب وتحريره ورفعوا اسم لبنان عالياً بفضل البطولات التي خاضوها ضد أعتى القوى وأكثرها همجية وعدوانية وفتكاً في هذا العالم (إسرائيل ومن معها).
لقد تعرض أبناء الجنوب الى كل انواع الأذى وجُــربت بهم كل أنواع الأسلحة وتشربت أرضهم ومياههم كل أنواع السموم المصنعة منها الأسلحة الإسرائيلية، وتشردوا ودمرت بلداتهم وقراهم عشرات المرات، واحتضنت الأرض الآلاف من أجساد أحبتهم وبدمائهم الذكية، وكان ذلك طريق الإنتصار والتحرير الذي ينعم به لبنان اليوم بل وتنعم به الامة العربية والإسلامية التي كانت قبل المقاومة في الجنوب أمة تحوطها نكبة من هنا ونكسة من هناك وهزيمة من هنالك، فأصبحت اليوم أمة تستطيع أن تنتصر إذا أرادت وها هي انتصرت في جنوب لبنان.
من هنا، فالتنمية هنا قبل ان تكون واجب الدولة كدولة، فإنه واجب مضاعف لأنه مهما كان فإن الجنوب دفع الكثير من أجل الوطن، وبالتالي تعجز الأمة كل الأمة عن إيفائه حقه.
من أجل ذلك وبالإمكانات المتواضعة والمتاحة سنبقى الى جانب أهلنا في الجنوب كل الجنوب من صيدا الى جزين من صور الى بنت جبيل مروراً بعيتا الشعب ورميش وعين إبل وحتى النبطية، الى مرجعيون الى كفرشوبا وشبعا وحاصبيا وكل بلدة وقرية، الى البقاع الغربي من مشغرة الى المرج وغزة وجب جنين مروراً بكامد اللوز والقرعون وسحمر الى راشيا وينطا وأعالي جبل الشيخ. لا نفرق بين مواطن وآخر أو بين بلدة وأخرى، ولا مكان لمعايير طائفية أو حزبية أو مذهبية أو مناطقية في قاموسنا، الكل أهلنا ونحن الى جانبهم وسنبقى معهم نقدم ما نستطيع لا منّه ولا مقايضة بل عرفاناً بالجميل وتقديراً للتضحية الكبرى التي بذلها هذا الشعب في سبيل هذا الوطن.
هذه الصفحة تفتح أمامكم صفحات التنمية في الجنوب والبقاع الغربي وهي مشرعة على كل انتقاد أو ملاحظة أو مساهمة إيجابية.
ودمــــتم
رئيس مجلس الجنوب
د. قبلان قبلان